الاثنين، ٩ ذو الحجة ١٤٣١ هـ

الصحة في سبعة كلمات

في كتابه Food Rules أو "قواعد التغذية/الأكل"، يلخص الكاتب الأمريكي مايكل بولان علم التغذية في كلمات سبع! هي بالانجليزية:
Eat Food. Mostly plants. Not too much.

فما هي فحوى هذه الكلمات السبع؟ ثلاثة أشياء:
1. كل طعاماً.
ما هذا العبث! نأكل طعاماً! هل هذه نصيحة كاتب جاد؟ فما هذا الذي نأكله إذن؟ خشباً؟! تمهل قليلاً! لو قال الكاتب هذه الكلمات منذ قرن أو قرنين من الزمان لاتهمناه بالجنون، ولكان عندنا كل الحق. أما الآن فالجنون هو ألا نستمع إليه! لقد أشرت من قبل في هذه المدونة لما آل إليه حال الطعام الذي نبتاعه من السوبر ماركت. هذه مواد خرجت لنا من "مصانع"، والمصانع هدفها تعظيم الربح وتقليل التكلفة. يتضمن ذلك ضخ المواد المأكولة بمواد حافظة، بل وبمواد أخرى من قبيل الألوان والنكهات الصناعية. هذه مواد كيميائية تم تخليقها في المعامل وليست طعاماً طبيعياً. كل طعاماً حقيقياً ولا تأكل مواد مصنعة تشبه الطعام. كل طعاماً "صريحاً" تستطيع رؤية محتوياته بوضوح. قلل بقدر الإمكان من ابتلاع أي "مادة" خرجت من علبة ملونة جذابة! أنت بذلك تتفادى عدداً هائلاً من السموم أيضاً. 


2. اجعل أكثر طعامك مما تنبت الأرض.
الجزء الثاني من معادلة الصحة الثلاثية تتعلق بنوعية الطعام المأكول. والمطلوب ليس أن تكون نباتياً، لكن أن يكون أكثر طعامك خضروات وفواكه وحبوب. النسبة المثالية أن تمثل الأطعمة النباتية من سبعين إلى ثمانين في المائة من طعامك، فلا تزيد البروتينات الحيوانية عن 20 أو 30 في المائة. النباتات طعام حي. أما اللحوم فهي طعام ميت! اجعل الحي في طعامك أكثر من الميت لكي تأخذ من حياته لحياتك!

3. لا تبالغ في الكمية.
أو كما قال نبي الإسلام: ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس! المهم ألا تترك المائدة وأنت تشعر بالطعام داخل معدتك! توقف عن الأكل حينما تشعر بالرضا وقبل أن تشعر بالامتلاء.

Share/Bookmark

الأحد، ٢٧ شعبان ١٤٣١ هـ

لا تطبخ طعامك على السم

للأسف أصبحنا نعيش في عالم مزعج تحوطنا سمومه من كل جانب! سوف أحدثك اليوم باقتضاب عن مصدر قريب للسموم عليك تجنبه.

انتشرت إلى حد كبير أواني الطهي غير اللاصقة non-stick وهي مع الأسف غير آمنة ويعتقد الكثيرون أنها تمثل خطراً على الصحة لتفاعلها مع الطعام وتسرب بعض المواد السامة من سطح أواني الطهي إلى الطعام المطبوخ فيها. تزيد خطورة هذه النوعية من أواني الطهي عند حدوث أي خدش في سطحها حيث يعرض ذلك الطعام لتأثير المواد السامة بشكل أكبر. ومن ثم فلا يعقل مثلاً أن تحاول شراء الأطعمة المزروعة عضوياً وتناول المزيد من الخضروات والفاكهة ثم تترك السموم تتسرب لطعامك من آنية الطهي!

القائمة السوداء لأواني الطهي تتضمن الألومنيوم أيضاً. قد تحتوي بعض الأواني على الألومنيوم في داخلها بحيث لا يمس الطعام وذلك لأنه معدن موصل جيد للحرارة. تأكد أن الألومنيوم المستخدم مخفي تحت طبقة أخرى غير ضارة.

أما وقد تحدثنا عما يجب تجنبه، فالاختيار الأمثل يبدو أنه الاستنلس ستيل stainless steel إذ يتفق العديد من خبراء الصحة أن الأواني المصنوعة منه هي الأكثر أمناً. والاختيار الاخر هو الأواني الحديدية cast iron حيث أن الحديد في حد ذاته أحد المعادن التي يحتاجها الجسم، ومن ثم لا يمثل تسربه داخل الطعام تهديداً صحياً طالما أننا لا نتناول كميات كبيرة من الأغذية الغنية بالحديد.

Share/Bookmark

الجمعة، ١١ شعبان ١٤٣١ هـ

الصودا لا تروي العطش!

Woods trail light

حينما يشتد الحر ويحتاج الجسد إلى الخلاص تجد شاباً وسيماً أو فتاة جذابة تحضر زجاجة صودا باردة وتشرب باستمتاع وراحة... هذا في الإعلانات بالطبع! 

الواقع أن أسوأ ما تمد يدك إليه لتروي عطشك هو زجاجة صودا. لا شك أن العطش مشكلة لا يجب التعامل معها بتهاون. ففقدان الجسم للماء dehydration قد يؤدي للهلاك في أسوأ تجلياته. والجسم بحاجة دائمة للماء لأداء وظائفه الحيوية. لكن شرب الصودا لمواجهة العطش هو محض وهم، فالصودا في الواقع تسلب الماء من الجسد بدلاً من أن تزوده به! فبالإضافة إلى احتوائها على سكريات ضارة مثل شراب الذرة corn syrup أو ما هو أسوأ في الدايت صودا، يحتاج الجسد إلى كمية من الماء أكبر مما تحتويه الصودا للتعامل معها! أي أنك تعطي جسدك بعض الماء وتأخذ منه أكثر مما أعطيت!

ومن ثم لا تلجأ للصودا في حالة العطش. قد تشربها في أوقات أخرى إن لم تستطع الاستغناء عنها فوراً، لكن في حالات الشعور بالعطش، تجنبها تماماً. والرد الأول على العطش هو بالطبع: الماء. أو الفاكهة والخضروات، لا سيما الغني منها بالماء.

Share/Bookmark

الاثنين، ٣٠ رجب ١٤٣١ هـ

زيت لعلاج سرطان الثدي

زيت بذور الكتان Flaxseed oil قد يساعد في علاج سرطان الثدي! أظهرت بعض الدراسات على مجموعة من النساء المصابات بسرطان الثدي أن تناول زيت بذر الكتان يومياً قلل من حجم الورم السرطاني بشكل أفضل من العلاج الكيماوي. وأظهرت دراسات معملية أخرى على الفئران أنه يقضي بالفعل على الأورام السرطانية أو يقلل حجمها إلى حد كبير.

قد تتساءل ولم لا تظهر هذه الأخبار العظيمة في عناوين الصحف ونشرات الأخبار؟ ولم لا يتم إجراء المزيد من الاختبارات والدراسات حتى تستريح من يصيبها هذا المرض من عذاب العلاج الكيماوي؟ الواقع أن الطب لم يعد مهنة إنسانية تماماً وإنما هو صناعة وتجارة تتحكم فيها مؤسسات تجني المليارات. تخيل لو تم بالفعل التأكيد على ذلك، ماذا سيحدث؟ ما سيحدث أن أجهزة ومستشفيات تكلفت مئات الملايين وتدر المليارات من الأرباح سوف تتوقف عن العمل بين يوم وليلة!

المهم، وبغض النظر عن رغبتك في تصديق هذه الاتهامات لصناعة الطب أو تكذيبها، تظل المعلومة خطوة هامة لمساعدة من يشاء لها الرحمن التعرض لهذا الاختبار. ولا ينصح بالطبع بالتخلي عن أي علاج طبي، لكن ينصح وبشدة بتجربة مثل هذه الوسائل الطبيعية بشكل مواز. أما الأهم فهو الوقاية، ولعل إضافة هذا الزيت إلى العادات الغذائية لمن تخشى الإصابة بهذا المرض يكون مفيداً، لا سيما في العائلات التي سبقت فيها الإصابة به.

Share/Bookmark

السبت، ٢٢ جمادى الآخرة ١٤٣١ هـ

الطعام المقاوم للمبيدات

قد يكون تجنب الطعام الملوث، ومن ثم المسبب للمرض، تحدياً صعباً لدى قطاع عريض من الناس، وفي بلدان بعينها أكثر من غيرها. وللأسف فإن أكثر تلوث الطعام هو عمل إنساني بحت، يقوم به الإنسان، ويعاني منه الإنسان!


لا شك أن تناول المنتجات الغذائية المزروعة عضوياً يجنبنا تناول طعاماً محملاً بالمبيدات السامة! قد يجادل البعض في مدى خطورة المبيدات وضرورة تجنبها في طعامنا قدر الإمكان. ويحضرني في هذا الصدد قصة طريفة ذكرها الكاتب الأمريكي كيفن ترودو Kevin Trudeau عن جدال دار بينه وبين صديق له عن جدوى الطعام المزروع عضوياً، مقارنة بالطعام المزروع بالطريقة "العادية" (السامة!)، فقام ترودو وأحضر تفاحة مزروعة عضوياً organic ثم أحضر مبيداً حشرياً وقام برش التفاحة أمام صديقة! ثم قدمها للصديق ليأكلها. بالطبع تأفف الصديق رافضاً. قام بعدها الكاتب بغسل التفاحة جيداً ثم أعادها لصديقه ليأكلها، فرفض أيضاً! ودلالة التجربة اللطيفة أن الصديق رفض تناول التفاحة حينما رأى بعينيه المبيد السام فوقها، حتى ولو تم غسلها بعد ذلك، وهو تماماً واقع الطعام المزروع باستخدام المبيدات السامة! نحن فقط لا نراها والمبيد الحشري فوقها!


غير أن المشكلة تكمن في ارتفاع سعر المنتجات العضوية، ولا سيما في بعض البلدان، مما يجعل الحصول عليها صعباً إن لم يكن مستحيلاً. إن كنت تعيش في دولة غنية فقد يكون الفارق في السعر معقولاً يسمح بإدخال بعض أو كثير من هذه المنتجات إلى مائدتك أنت وأسرتك. أما كان الفارق في السعر فاحشاً، فهناك بعض الحلول السهلة التي يجدر أخذها في الاعتبار.


أيسر سبل تجنب المبيدات في الطعام غير المزروع عضوياً هو القائمة التالية! تتضمن القائمة الفواكه والخضروات "النظيفة"، أي التي تخزن قدراً طفيفاً من هذه السموم عند تعرضها لها، مما يجعل تناولها آمناً حتى ولو لم تكن مزروعة عضوياً. أما القائمة "القذرة" فهي قائمة الفواكه والخضروات التي يجب تماماً تجنبها إن لم تكن مزروعة عضوياً، حيث أنها تحتفظ بقدر كبير من السموم والمبيدات، مما ينقل إلى الجسد هذه السموم عند تناولها.


1. قائمة المنتجات الزراعية النظيفة.
- البصل.
- الأفوكادو.
- الذرة.
- الأناناس.
- المانجو.
- الفاصوليا الخضراء.
- الأسبارجوس.
- الكيوي.
- القرنبيط.
- الباذنجان.
- البطاطا.
- البطيخ.
- الشمام.


2. قائمة المنتجات "غير النظيفة": لا تتناولها غير مزروعة عضوياً.
- الكرفس.
- الخوخ.
- الفراولة.
- التفاح.
- السبانخ.
- البطاطس.
- العنب.
- الكرز.
- الفلفل الأحمر.
- الكرنب.


نعم للأسف تحتوي القائمة على أطعمة محببة مثل الفراولة وأخرى مغذية مثل السبانخ! ولكن ما العمل، لقد خرب الإنسان طيبات الله!

Share/Bookmark

الخميس، ١٣ جمادى الآخرة ١٤٣١ هـ

نهر الجسد

النهر كائن حي. وجسدك كذلك كائن حي. وبينهما شبه!

قد نلقي كثيراً من الملوثات في الأنهار. غير أن للنهر قدرة على تنظيف نفسه بنفسه. أنت تعلم أن الماء الراكد يأسن. والماء الجاري يتجدد فيحتفظ بنقائه.

Chicago Botanic


لكن انتبه! سوف يظل النهر ملوثاً طالما واصلنا إلقاء السموم فيه. حين نتوقف عن إلقاء السموم والملوثات في ماء النهر، سوف يبدأ النهر في تطهير نفسه مع الوقت، حتى يأتي يوم ويعود له نقاؤه وعافيته وكأن تلوثاً لم يكن! فقط علينا أن نوقف التلويث، ونتركه في جريانه يزيل عن كاهله ملوثات السنين.

يتمتع جسدك بالقدرة ذاتها على تنقية نفسه واستعادة عافيته، فقط عليك أن توقف "تغذيته" بالملوثات والسموم. طالما استمرت روافد السموم في انتهاك الجسد، تثاقل ومرض. ولو استمر تيار السموم في الدخول بسرعة تفوق سرعة الجسد على التعامل معها وطردها، فربما أدى ذلك إلى ظهور الأمراض، عافاكم الله.

لو كنت تسمح للسموم بالدخول إلى جسدك طيلة ما مضى من عمرك، لا تيأس. فقط أوقف التلوث، وسوف يستطيع الجسد أن يطهر نفسه ويستعيد عافيته.

كيف توقف التلوث؟ هذه بعض الأفكار السريعة:

1. توقف عن تناول أي طعام أو شراب يحتوي على أي مكونات أو ألوان صناعية.

2. تناول منتجات مزروعة عضوياً organic لو كان ذلك في الإمكان.

3. اشرب الكثير من الماء.

4. ابتعد بقدر الإمكان عن تلوث الهواء وعوادم السيارات.

5. توقف عن تناول أي طعام مصنع، تناول منتجات غذائية واضحة المعالم وفي صورتها الطبيعية.

6. تناول الثوم بانتظام فهو مطهر من السموم.

7. فيتامين سي يساعد الجسد على التخلص من السموم، تناول الفواكه والأطعمة الغنية به أو في شكل أقراص مكملة.

Share/Bookmark

الخميس، ١٥ جمادى الأولى ١٤٣١ هـ

قطبي الصحة


Lake Shore Dr (3)


إذا أردنا تبسيط الحياة الصحية إلى مفرداتها الأولية فهي لا تتعدى الاهتمام بأمرين لا ثالث لهما، يندرج تحتهما الكثير من التفاصيل التي نحتاج لتعلمها ومعرفتها بالتدريج:

1- لكي تكون صحيحاً عليك أن تتجنب ما يضرك.
نعم، بهذه البساطة! هل سندوتش الهامبورجر من ماكدونلدز يضرك أم ينفعك؟ أنت تعلم الإجابة! هل هذه الحلوى المطلية بألوان صناعية ضارة أم صحية؟ هل استنشاق عوادم السيارات ضار أم نافع؟ لو تأملت في الأمر فسوف تجد أن كثيراً مما يضرنا واضح ومعلوم لنا جميعاً. وهناك بعض الأشياء الأخرى التي لا يعلمها الجميع والتي تحتاج لتحصيل بعض العلم بشئون الصحة ومحتويات الطعام. لكن بشكل عام فهذا هو القطب الأول للصحة: تجنب ما يضرك.

2. لكي تكون صحيحاً، كل وافعل ما ينفعك.
هذا هو القطب الثاني، وهو كذلك بديهي تماماً. الخضر والفاكهة تنفعك. الرياضة والحركة تنفع جسدك. التفاؤل يصح به الجسد كما تصح به النفس. ثم هنالك بعض التفاصيل الأخرى التي لا يعلمها الجميع ومن الممكن تعلمها أيضاً، لكن الخطوط العامة واضحة ومعروفة.

أعتقد أننا بتذكر هذين القطبين الواضحين نستطيع أن نذكر أنفسنا ببساطة بقاعدة صحية واضحة تضم تحتها جميع التفاصيل الأخرى.

Share/Bookmark

الأحد، ٤ جمادى الأولى ١٤٣١ هـ

أنفاس الحياة

لا شك أن التنفس هو أهم العمليات الحيوية التي تؤثر على الصحة بل وعلى بقائنا أحياء! ومع ذلك لا نعيره ما يستحق من الاهتمام حينما يتعلق الأمر بالصحة.

التنفس يزود الجسم بالأكسجين اللازم في الشهيق، كما أن الزفير يطرد معه مخلفات سامة خارج الجسم. ومن ثم فإن عملية التنفس ذات وظيفة ونفع مزدوج: تزويد الجسد بما يحتاجه وطرد ما لا يحتاجه.

التنفس "الضحل" غير العميق يؤثر سلباً على هذه الوظيفة المزدوجة، فالجسم لا يحصل على كفايته من الأكسجين كما تقل كفاءة التخلص من المخلفات مع الزفير.

إذا أردت أن تعرف مدى عمق تنفسك فضع يدك على بطنك أثناء التنفس! نعم على بطنك وليس على صدرك. فتحرك البطن لأعلى وأسفل مع الشهيق والزفير هو المؤشر الظاهر على مدى عمق التنفس. تستطيع أن ترى ذلك بوضوح أكبر في تنفس الأطفال الرضع حيث يكون تنفسهم في شكل طبيعي مسترخي تماماً، وسوف ترى بوضوح حركة البطن مع التنفس.

الآن عليك أن تدرب نفسك على التنفس الأعمق - من البطن. قم بالشهيق ودع البطن ترتفع لأقصى حد ممكن، اترك النفس قليلاً داخل الرئة، ثم قم بالزفير. حاول تكرار ذلك بضعة مرات خلال اليوم لكي تضيف عدداً أكبر من أنفاس الحياة إلى روتينك اليومي!

إذا كنت تعيش في القاهرة أو إحدى المدن المشابهة - المتخمة بالهواء الملوث والفقيرة في اللون الأخضر - فاستغل فرصة المرور بجانب أي شجرة، قف تحتها ومارس التنفس العميق!

Share/Bookmark

الاثنين، ٢٠ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

الرياضة المملة

لا يجهل أحد فائدة النشاط الجسدي، أو الرياضة، وعلاقتها بالصحة. ففي التريض شفاء للنفس والجسد. غير أن مشكلتنا الأولى مع الرياضة أننا نبدأ ولا نستمر، أو أننا لا نبدأ من الأساس.

الإنسان يقبل على ما يستمد منه المتعة ويحجم عما يسبب له الألم. هذه قاعدة نفسية تحكم الكثير من تصرفاتنا وعاداتنا، ولذلك لابد من التصالح معها وتطويعها لما ينفعنا على المدى الطويل. وفيما يتعلق بالرياضة، فالصورة التي تطرح نفسها علينا حين نفكر في البدء في ممارسة الرياضة هي الجري في الجيم أو في الشارع، أو رفع الأثقال. قد تجرب الجري مرة أو أكثر ثم تتوقف، فالأمر لا يقدم أي متعة ولذلك لا تتطلع لتكراره. أما رفع الأثقال فليس فيه ما يدفعك لتجريبه على الإطلاق!

أنا أعرف أصدقاء يستمتعون برفع الأثقال وبالجري، ويواظبون على هذه النشاطات لذلك. لكن البقية منا لا تستمتع بهذه النشاطات. لذلك فالأمل يكمن في أن نجد ممارسات رياضية نستمتع بها بما فيه الكفاية حتى نرغب في العودة إليها.

إذا لم تحب الجري، فالمشي يكفيك! فالمشي رياضة رائعة وإذا واظبت عليها فهي كل ما تحتاج. قد تحب ركوب الدراجات، أو السباحة، أو لعب كرة القدم. أي نشاط جسدي تستمتع به هو رياضتك. المهم أن تمارسه على الأقل ثلاثة مرات أسبوعياً.

Share/Bookmark

الأحد، ١٢ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

مطاعم الوجبات السريعة: هل تقدم طعاماً؟

الاسم الأشهر هو ماكدونالدز. الأطفال يحبونه فهم يحصلون فيه على ألعاب لطيفة مع كل وجبة، لذلك يستسلم الآباء لإلحاح الأبناء ويذهبون معاً ويأكلون جميعاً...عفواً، أقصد أنهم يظنون أنهم يأكلون!

القاعدة الأولى في التغذية هي أن نأكل...طعاماًُ! لكن الأمر لم يعد بهذه البساطة الظاهرة للأسف في هذا العصر العجيب.

في الفيلم التسجيلي الشهير المعنون Super Size Me قام رجل بتجربة مثيرة هي الاقتصار ولمدة شهر كامل على الأكل من ماكدونالدز. وكانت النتيجة مدمرة لحالته الصحية فوق ما نتصور! ثم قام منتج الفيلم بتجارب أخرى بعد إنتاج الفيلم وهي تجارب بسيطة يقوم فيها بشراء إحدى الوجبات ويتركها حتى تتعفن. فالقاعدة أن الطعام يفسد. أما ما لا يفسد فهو ليس بطعام. لو أتيت بقطعة بلاستيك مثلاً فسوف تحتفظ بنفس اللون والرائحة لأعوام طويلة. أما الطعام فيتغير لونه وطعمه حتى يفسد بشكل واضح فلا تستطيع استهلاكه. والمفاجأة أن بطاطس ماكدونالدز المقلية بقيت على حالتها أكثر من ثلاثة أسابيع دون أن يتغير لها لون ولا طعم! هل هذه بطاطس أم بلاستك؟ وبقي سندوتش الهامبرجر أسبوعاً كاملاً بشكل يصلح معه أن يظهر في صورة دعائية من هذه الصور الجميلة! هذا ببساطة ليس طعاماً يصلح للاستهلاك الآدمي. وتصور معي أن ينشأ الصغار في مرحلة نمو أجسادهم على هذه المواد الغريبة!

لذلك فمن أول قواعد الصحة البسيطة هي تجنب مطاعم الوجبات السريعة بشكل كامل. 

Share/Bookmark

الأربعاء، ١ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

تأشيرة إلى المعدة

لا يمكن لأي إنسان أن يدخل أي بلد كيفما اتفق. لابد أن يكون مواطناً ولديه ما يثبت ذلك، أو أن يحمل تأشيرة دخول.


من حق أجسادنا أن نعاملها بنفس هذا المنطق! لا نسمح بدخول أجسام غريبة، ونتأكد من حصول كل مادة تدخل على تأشيرة دخول تقول أن هذه المادة مسموح بها داخل الجسد الإنساني.


لم تكن هذه مشكلة قبل دخول الطعام إلى عالم الصناعة، بعد أن كان ينتمي فقط إلى عالم الزراعة طيلة تاريخ الإنسان! نحن اليوم نشتري الطعام معلباً مغلفاً، وفي أغلب الأحوال لا نستطيع رؤية محتويات ما نأكله بالعين المجردة. وتخرج لنا هذه المأكولات من مصانع هدفها الأكبر هو الربح. فهم "يصنعون" هذه المواد طبقاً لمبدأ تجاري بحت، وهو تحقيق أكبر ربح بأقل تكلفة، مما يعني إضافة مواد كثيرة ضارة، وأحياناً سامة، لكونها تؤدي الغرض المطلوب: منتج جذاب بتكلفة قليلة.



في ظل هذا الواقع النكد، على كل عاقل يستطيع القراءة والكتابة أن يحاول قدر الإمكان البحث عن المعلومات التي تتيح له حماية نفسه وعائلته من أي مواد لا تصلح للجسد البشري. عليك أن تتعرف على السم المدسوس في العسل. وأهم وسائل ذلك هو التعود على قرائة قائمة المحتويات قبل السماح لأي مادة أن تدخل إلى جسمك. قائمة المحتويات هذه هي تأشيرة دخول أو رفض منتج غذائي بعينه. ولأن تفاصيل ما يجب أن نتجنبه تطول، فهذه بعض النصائح الأساسية البسيطة التي يجب الأخذ بها عند شراء أي مادة غذائية معلبة أو مغلفة:



1. أول نصيحة طبعاً هي: لا تشتري أي مادة مأكولة دون أن تنظر في قائمة المحتويات.



2. كلما زاد عدد المواد المكتوبة في المحتويات، كلما ارتفع صوت جرس الإنذار! تخيل أن نفس هذا المنتج سوف تقوم أنت بتجهيزه في بيتك، هل ستستخدم كل هذه المحتويات؟



3. تجنب أي مادة لا تستطيع هجاءها ولا تفهم معناها، ذلك ببساطة أنها مادة كيميائية! وجسد الإنسان مخلوق لكي يستهلك طعاماً طبيعياً وليس مواد تم تحضيرها كيميائياً.



4. تجنب أي شيء "صناعي"، مثل مكسبات الطعم الصناعية artificial flavors والألوان الصناعية artificial colors. لا يوجد أي سبب عقلاني يبرر أن تبتلع بعض السموم لكي تأكل طعاماً أو حلوى ملونة!



5. تجنب الحلويات المحتوية على شراب الذرة Corn Syrup فهو من أكثر مواد التحلية ضرراً، وأرخصها سعراً وأقلها تكلفة للمصنع بالطبع!



6. امتنع تماماً عن أي منتج عليه كلمة "دايت"! أو أي منتج محلى خالي من السعرات الحرارية. يتضمن ذلك الدايت صودا بلا شك. فمواد التحلية (مواد كيميائية) المستخدمة في هذه المنتجات هي سموم رسمية، وبعضها قد يسبب أمراضاً خطيرة كالسرطان. تجاهل أي ادعاء بعكس ذلك مهما كان براقاً!

Share/Bookmark

الأحد، ٢١ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

كل أصغر وأكثر!

ينصحك خبراء التغذية أن تأكل عدداً أكبر من الوجبات الأصغر حجماً! وذلك بدلاً من أكل عدد أقل من الوجبات الضخمة. وفي ثقافات كثيرة يرث الناس نصائح بعدم ملء المعدة، والتوقف عن الأكل قبل الشعور بالامتلاء. فالمعدة تحتاج لمساحة فارغة لكي تقوم بالهضم بكفاءة.

وفي التراث الإسلامي نصائح مشهورة مثل: "ما ملأ ابن ادم وعاءً شراً من بطنه"، وكذلك "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع". ومعروف أن من صحابة النبي من مات وهو يحمل السيف مقاتلاً وقد بلغ التسعين من عمره! ولا شك أن تمتعهم بهذه القدرات البدنية في هذه السن إنما يرجع لعملهم بمثل هذه القواعد طوال حياتهم. قارن ذلك بثقافة "حسن الختام" الشائعة لدينا اليوم بمجرد عبور الستين!

لا تتغير العادات فجأة. ابدأ بتقليل حجم ما تضعه في طبقك عن المعتاد. وقم بمضغ الطعام ببطء إذا يساعد ذلك على تقليل الكمية والشعور بالشبع. والنصيحة الذهبية هنا أن نأكل حتى نمتليء بالطاقة بدلاً من أن نأكل حتى نملأ معدتنا بالطعام. فالواقع أننا نشعر بالثقل والكسل بعدما نملأ المعدة في حين أن الهدف من الطعام هو عكس ذلك تماماً، أن نشعر بالطاقة والنشاط بعد التزود بوقود الحياة!

Share/Bookmark

الأربعاء، ٣ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

تربية اللسان

لسان الإنسان عضو شديد الخطورة.. مع صغره! نحن نعرف عن اللسان أنه أداة الكلام، والكلام يرفع الإنسان في عنان السماء ويهبط به إلى أدنى من حياة الحيوان، تبعاً لاختياره ومدى انتباهه وإحسانه.

وبعيداً عن الحديث واختيار الكلام، فاللسان أداتنا في اختيار الطعام. يقبل الإنسان دائماً على كل شيء لذته قريبه، وينأى عما يحمل له شيئاً من الألم أو الضيق. ومن هنا فإن لساننا يقودنا نحو طعام بعينه أو شراب وينأى بنا عن غيره. وفي كثير من الأحيان يحبب إلينا لساننا - وهو أداة التذوق - ما لا ينفعنا، أو يضرنا، أو يلقي بنا إلى التهلكة المبينة!

قد نظن أن الطعام الصحي عديم الطعم. وقد لا نستسيغ كوباً من الشاي إلا مشبعاً بأربعة ملاعق من السم/السكر الأبيض. ويقال لنا أن الخضروات مفيدة، لكن مذاقها لا يرقى إلى لذة الطعام الدسم. ونسمع عن فوائد الفاكهة، لكن قطعة الجاتوه أو بعضاً من الحلوى الملونة -  بألوان مصنعة سامة - تعطينا ما نشتهيه من السكر.

لكن اللسان أداة تتغير وتتكيف. إن ما يعجبنا طعمه اليوم قد نتأفف منه غداً. والواقع أن من يغيرون عاداتهم الغذائية ويتحولون عن الطعام المجهز آلياً والمصنع إلى الطعام الطبيعي تتكيف عندهم حاسة التذوق مع العادات الجديدة، فيجدون طعماً غير مستساغ للأطعمة المصنعة بعد التعود على الطعام الطبيعي والحقيقي. كذلك إذا عود المرء نفسه على تقليل كمية السكر في الشاي أو القهوة بالتدريج سوف تتحول حاسة التذوق تدريجياً إلى تفضيل نفس المشروب بكميات أقل من السكر. لكن أهم مظاهر هذا التكيف هو ما ذكرته أولاً، عمن يتركون الطعام المصنوع إلى الطعام الحقيقي. إذا تعودنا على استهلاك كميات أكبر من الخضروات مثلاً فسوف نبدأ في تذوق ما تنبته الأرض بشكل أفضل. سوف نحب طعم الخيار والخس والطماطم ونفضله على الأكلات الثقيلة. سوف نفضل طعم الفاكهة أو حتى الفلفل الأحمر والأصفر بما فيها من سكر على السكريات الفجة في الحلوى المصنعة. لو حاولنا التصالح مع الطعام الحقيقي فسوف يساندنا اللسان في مسعانا ويحبب إلينا الطعام الصحي ويبغض إلينا الأطعمة المسممة بالكيماويات والمواد الحافظة والنكهات الصناعية. ساعد نفسك وسوف يساعدك لسانك في طريقك نحو الصحة!

Share/Bookmark

الثلاثاء، ٢٥ صفر ١٤٣١ هـ

في التأني الرشاقة!

يبدو أن مقولة في التأني السلامة وفي العجلة الندامة تشمل عاداتنا الغذائية أيضاً. والتأني هنا يتعلق بعادة بسيطة وسهلة وشديدة الوضوح، ألا وهي مضغ الطعام. يعاني الكثيرون من السمنة والزيادة غير الصحية في أوزانهم، ويجربون أنواعاً من الحمية الواحدة تلو الأخرى، في حين يغفلون عن تغييرات بسيطة لو عملوا بها لأثرت إيجابياً على أوزانهم، ولا سيما على المدى الطويل.

إنك قد تنظر للبعض وهم يأكلون فتحسبهم في سباق للسرعة! سباق مع من أو مع ماذا؟ لا تدري! عندما يأكل الإنسان بسرعة فإنه لا يعطي الفرصة لجسده للشعور بالشبع، مما ينتج عنه دس كميات أكبر من الطعام في معدته، أكثر بكثير مما يحتاجه فعلاً. في حين أن مضغ الطعام ببطء يعطي الفرصة للمعدة للشعور بالامتلاء. ولذلك فتناول الطعام مع آخرين وتبادل الحديث على المائدة أفضل من تناول الطعام بمفردنا. أما أهم ما نخرج به عملياً فهو ضرورة البدء في تعويد أنفسنا على المضغ البطيء للطعام قبل ابتلاعه. وقد جربت ذلك شخصياً منذ فترة طويلة حتى أصبح المضغ البطيء عادة بديهية. كما أن المضغ الجيد للطعام يجعله أسهل في الهضم ومن ثم أكثر إفادة للجسم.


Share/Bookmark

الأحد، ١٦ صفر ١٤٣١ هـ

الربو والقلق

العلاقة بين الحالة النفسية والجسد تتأكد علمياً يوماً بعد يوم. في دراسة ألمانية حديثة استمرت لأكثر من ثمانية أعوام وتضمنت خمسة آلاف رجل وامرأة، تبين أن أمراض التنفس مثل الربو تصيب الشخصيات القلقة أكثر من الأقل تأثراً بالقلق وبالتقلبات المزاجية. فقد خلصت الدراسة أن القلق يزيد من احتمال الإصابة بالربو إلى ثلاثة أضعاف. بل وتقترح الدراسة أيضاً أن التعرض لتجربة الطلاق أو الانفصال بعد حياة زوجية طويلة يضاعف من احتمال الإصابة بالربو.

وتشير دراسات أخرى أجريت على الحيوانات أن الحياة تحت ضغط مستمر وقلق تؤثر على هرمونات الجسد وتسبب التهاباً في القصبة الهوائية مما يعيق التنفس السليم. ومثل هذه المعلومات تصب في خلاصة واحدة متكررة، ألا وهي أن العقل يقود الجسد، ومن ثم فإنه من الضروري أن ندرك أن علاج أمراض وآلام البدن لا يقتصر على تجرع الدواء وانتظار رأي الأطباء وفقط، بل علينا أن نتقي شر هذه الأمراض بتنظيم حياتنا الشخصية والنظر في كيفية إخراج النفس من الكآبة والقلق وغلبة المشاعر السلبية.

Share/Bookmark

السبت، ١٥ صفر ١٤٣١ هـ

السم في الأسنان

السم شيء قاتل! والإنسان يتفاداه حيثما وجده وعرفه. غير أن المحزن والخطير أننا كثيراً ما نجده دون أن نعرفه. فالسم محتال مكار، يتخفى خلف ألف وجه ووجه. وأنواع السموم التي من علينا بها العصر الحديث تعد بالالاف، توضع لنا في المأكل والمشرب، في الملبس، وفي الأدوات والألعاب، وفي الأسنان أيضاً!

ومن خداع هذه السموم أنها لا تقتل في التو واللحظة. بل إنها تستوطن في الجسم وتعيش وتتحرك، عيشة خبيثة وحركة مدمرة متآمرة على صحتنا. ومن أخبث مواطن السموم مواد فضية اللون نضعها في فراغات أسناننا وضروسنا بعد أن يأكلها السوس. إن الحشو الفضي المحتوي على الزئبق يسمم أبداننا وفقاً لآراء كثيرة. وكالعادة فإن العلماء والأطباء يختلفون وتتعارض معتقداتهم. غير أن الأسلم هو الأخذ بالأحوط. فالبعض يرى أن الزئبق الداخل في تكوين الحشو الفضي يسكن في مكانه ولا يتفاعل أو يضر. ويرى آخرون أن وضع هذه المادة السامة في الفم، وهو بوابة المعدة، من أكبر دواعي فساد الصحة.

ولا يوجد شك في سمية الزئبق الذي يحتوي عليه كل حشو الأسنان فضي اللون، لكن الشك فقط في مدى نشاط هذا السم وكميته وضرره. وكما أسلفت، فإن العلماء كثيراً ما يخطئون ويراجعون ما سبق من آرائهم، وطالما أن هناك فريق يعتقد بقوة في ضرورة تجنب وضع هذا السم في الأسنان بل وضرورة استبداله في حال وجوده فعلاً، فمن الحكمة والعقل أن نحذ ونبحث عن البديل الأسلم. ووفقاً لمعلوماتي الحالية، ومصدرها طبيب أسنان عربي أمريكي، فهنالك دول قد منعت استخدام الحشو الفضي على الإطلاق، مثل ألمانيا والسويد. والبديل هو الحشو أبيض اللون والمعتقد في خلوه من أي سموم.

عليك إذن أن تطلب من طبيب الأسنان ألا يستخدم حشواً فضياً في أسنانك. وان استطعت فقم بتغيير الحشو الفضي الموجود بالفعل. أما الأفضل من ذلك كله بالطبع فهو الحفاظ على أسناننا قبل أن نضطر للحفر فيها وحشوها بمواد غريبة على الجسد! ولعل الأجيال الجديدة من الأباء والأمهات في مجتمعاتنا العربية تعمل على غرس عادات النظافة والمحافظة على الأسنان في أبنائهم منذ الصغر، إذ غابت هذه الثقافة في تربية أجيال كثيرة، ناهيك عن غيابها المطبق في أكثر مدارسنا، في حين أن العناية بالأسنان عادة تؤصلها العائلة والمدرسة في أطفالهم منذ الصغر في العالم المتقدم. ولا يخفى على أحد أن اكتساب العادات الصحية في الصغر أسهل كثيراً من محاولات الإنسان تغيير عاداته بعد الكبر!

Share/Bookmark

الاثنين، ١٠ صفر ١٤٣١ هـ

الصحة والعلم

قد تنحصر فكرة البعض عن الصحة وشئونها في رجل يرتدي معطفاً أبيض اللون ويعلق حول رقبته سماعة طبية! فشئون الصحة وفقاً لهذا التفكير تنحصر في وجود آلام أو متاعب في الجسم يتبعها ذهاب إلى الطبيب، والطبيب هو قرآن المرض والدواء. والصحة تتأتى بعد ذلك باتباع وصفة الطبيب وابتلاع بعض الحبوب أو التخلص من قطعة مزعجة من أجسادنا عن طريق جراحة! هذه المفاهيم في الواقع هي عدو للصحة.

للأسف يكاد الطب حالياً أن ينحصر في معالجة الأزمات حينما تنشأ. وأكثر هذه الأزمات والأمراض هي في الواقع نتاج ممارسات حياتية خاطئة، أي أنها نتيجة مباشرة للجهل. والمتفق عليه أن أشد الأمراض ومنها السرطان هي في أغلب الأحوال نتاج تراكمات مضرة، وأنه كان من الممكن تفادي المرض في كثير من الأحوال لو غابت العادات الحياتية والغذائية المسببة للمرض. فهنالك على سبيل المثال مواد معروفة تدخل في غذائنا متفق على كونها مواد "مسرطنة". ومع ذلك فأكثر الناس على غير علم بهذه الأشياء البسيطة التي قد تجنبهم كثيراً من المتاعب والمشقات والآلام لو أنهم فقط تعلموها وعملوا بها.

المفتاح في هذه الكلمات: "على غير علم"! إن كثيراً من الناس "يستطيعون" القراءة، لكنهم "لا يقرأون". أو أنهم يقرأون في أمور نظرية قد لا تمس حياتهم وضروراتها. والتعلم عن الصحة ضرورة لا رفاهة. فالإنسان الذي أنقذه القدر من الأمية - في مجتمعات تحرم جحافل من البشر فيها من تعلم القراءة والكتابة - عليه مسئولية تجاه نفسه وتجاه أسرته أن يبحث عن المعلومات الأساسية التي تمس شئون الصحة. وأرى أن مسئولية هذا التعلم تقع بشكل أكبر على المرأة، فالمرأة في أكثر الأحوال هي مدبر أمور الطعام والغذاء في بيتها. لا عجب إذن أن نرى إلى أي منحدر تسير الشعوب التي تحاول إبقاء نسائها بين جدران البيوت وخلف قضبان الجهل!

وما أقرب وأيسر العلم في هذا الزمن. فنحن إن مللنا من القراءة في كتاب، بحثنا عن علم مسموع أو مرئي، متاح في تلفاز وراديو وانترنت. وفيما يتعلق بشئون الصحة كما في جوانب العلم الأخرى، فإن طبع الإنسان عادة ألا يستجيب فوراً للعلم بالعمل. وقد نظن لذلك أننا لا ننتفع بما نتعلم. لكن النسيان من حقائق الإنسان، ولذلك فنحن في حاجة للتذكير وإعادة المعلومة مرة ومن ورائها مرات. إن كثرة تكرار المعلومة من شأنه مع الوقت أن يؤثر في سلوكنا وأفعالنا بشكل تدريجي طبيعي. إنك إن أكثرت القراءة عن خصائص وفوائد الخضروات مثلاً فإن طعامها سوف يصبح أقرب لنفسك وأشهى مع مرور الوقت. ولو أكثرت القراءة عن فوائد شرب الماء وعواقب الإقلال منه فسوف تنبت في نفسك عادة الإكثار من شرب الماء دون مجهود منك.

ولكل لذلك فإن العلم والتعلم هما الدواء الأول في وصفة بناء الفرد لصحته بناءً أسلم وأمتن وأظهر جمالاً.

Share/Bookmark

الخميس، ٢٨ محرم ١٤٣١ هـ

الذاكرة بين المدينة والطبيعة



للمشي في الطبيعة فوائد أكثر من مجرد راحة الأعصاب والاستمتاع بالجمال، فوفقاً لدراسة أمريكية حديثة للمقارنة بين تأثير المشي لمدة ساعة في الطبيعة والمشي لنفس المدة في الشوارع المزدحمة، أظهر المشاركون في التجربة تحسناً بنسبة عشرين في المائة في اختبارات الذاكرة عقب المشي في الطبيعة، وكانت النتائج الإيجابية واحدة سواءً كان المشي في درجات حرارة مرتفعة أو في أجواء باردة تحت الصفر. والمثير أن مجرد النظر لصور المشاهد الطبيعية أظهر تأثيراً إيجابياً أيضاً!

لنا أن نستنتج من ذلك ضرورة الخضرة في المدن وتأثيرها على الصحة العقلية والبدنية لسكان المدينة. وعلى المستوى الفردي فمن الممكن أن نحاول إدخال عناصر من الطبيعة في بيوتنا، مثل صور لمشاهد طبيعية جميلة ونباتات وبعض صخور الزينة، كل هذه الأشياء تقلل من حدة انفصالنا عن الطبيعة في حياتنا الحديثة، ولا سيما في المدن الأسمنتية القبيحة الخالية من معالم الحياة الخضراء والتي ابتلي بها الكثيرون من سكان عالمنا العربي!

الصورة من إحدى المتنزهات حول مدينة شيكاغو الأمريكية في صيف 2009.

Share/Bookmark

الخميس، ٢١ محرم ١٤٣١ هـ

طويل العمر

هنالك مجتمعات معروفة على سطح الكرة الأرضية تتميز بارتفاع أعمار قاطنيها وتمتعهم بشيخوخة صحية تقل فيها نسبة المعاناة من مظاهر التدهور الجسدي الملازمة للتقدم في العمر والتي تعرفها أكثر المجتمعات. وتسعى بعض الدراسات إلى مراقبة هذه المجتمعات ودراسة أسباب تمتعهم بشيخوخة أصح وبعمر أطول. والنظر في ما تخلص إليه هذه الدراسات يشير بالفعل إلى أسباب وجيهة لتحسين الحالة الصحية ونوعية الحياة مع التقدم في العمر.

نحن نؤمن أن الأعمار بيد الله، وأن لكل أجل كتاب. غير أن الإيمان بأنه لا تدري نفس بأي أرض تموت يختلف تماماً عن الاستسلام للذبول والمرض كقدر لا مفر منه مع التقدم في العمر. فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وطالما أعطانا الله عمراً، أفلا يصبح من واجبنا أن نحيا هذا العمر عاملين منتجين ومساهمين في تحسين الحياة؟ إن تقدم العمر يراكم معه الخبرات والحكمة، ومن ثم فإننا أحوج إلى شيوخ أصحاء منا إلى شيوخ يمضون أيامهم قعيدوا الفراش بدعوى "حسن الختام"! ومما أثار تأملي عند معرفة سيرة بعض صحابة النبي أن منهم من قتل محارباً وهو فوق التسعين! فهنالك أوهام كثيرة في مجتمعاتنا تحاول أن تجعل من الاستسلام للمرض والوهن في الشيخوخة ميراثاً دينياً محموداً!

أما ما يتميز به أسلوب حياة الناس في تلك المجتمعات التي تتمتع بشيخوخة أصح فيمكن إيضاحه في المظاهر التالية:
  • النشاط البدني الدائم في الحياة اليومية وبعيداً عن أي ممارسات رياضية مقصودة. فالناس في هذه المجتمعات يمشون بصفة مستمرة ولا يعتمدون كثيراً على الأدوات العصرية التي تقلل من حركة الإنسان في قضاء حاجاته. كما أن ممارستهم للتريض تنحصر في التريض الترفيهي الذي يستمتع به الإنسان، وذلك في مقابل الرياضة الآلية، التي تركز على الجسد كأداة يتم تشكيلها وتحسين أدائها بالرياضة!
  • أسلوب الحياة الهاديء البطيء والبعيد عن التوتر والقلق النفسي.
  • وضوح الهدف ووجود معنى واضح للحياة. فهم يعرفون لماذا يقومون من فراشهم كل صباح!
  • يغلب على طعامهم الغذاء الخارج من الأرض دون أن يكونوا نباتيين تماماً.
  • عند بعضهم ميراث ثقافي يحض على التوقف عن الطعام قبل الشعور بالامتلاء. وهو ميراث ثقافي حي يذكرون أنفسهم به عند كل وجبة، وليس ميراثاً ثقافياً يستخدمه وارثوه لمجرد التشدق بعظمته وهم غافلون عن العمل به في حياتهم الشخصية!
  • وجود حياة اجتماعية قوية وأصدقاء كثيرين يصاحبون بعضهم البعض لعقود طويلة.
  • الصحبة الطيبة! فحينما تعيش وسط أصدقاء ومجتمع تغلب على أعضائه هذه الخصال والأفعال يكون من السهل اتباع نفس النهج.

Share/Bookmark

الأحد، ١٧ محرم ١٤٣١ هـ

الخلايا: صحة أجسامنا طوبة طوبة

تبدو أجسادنا لأعيننا المجردة وكأنها كيان واحد لا يتغير إلا مع مرور الزمن وتقدم العمر. فأنت تنظر إلى وجهك في المرآة كل يوم فترى ذات الوجه، وتنظر إلى جسدك فترى نفس الجلد والهيئة، فتفترض أن ما تراه اليوم هو هو الجسد ذاته الذي حملك كل هذه السنوات أو عشرات السنوات. غير أن هذا الجسد وأعضاءه جميعاً ليسوا قطعة واحدة ثابتة، فكل قطعة تتكون من ملايين الخلايا. هذه الخلايا تتكون وتعيش على ما يأتيها من غذاء وهواء. ومن ثم فإن طعامك يصنع خلاياك، أي يصنع جسدك. والحكمة القائلة أن الإنسان هو ما يأكله تكاد أن تمثل حقيقة علمية لا مجرد مجاز. بل والأعجب أن طعامنا لا يصنعنا فقط على المستوى المادي. فبالإضافة لكون "العقل السليم في الجسم السليم" وتأثر حالة الإنسان المعنوية بحالته الصحية الجسدية، فهنالك تجربة مدهشة تكشف عن احتمالات مخبوءة من صلة ما نأكله بحياتنا الوجدانية. ففي هذه التجربة راقب العلماء مجموعتين من الديدان، تعلمت إحداهما دون الأخرى بعض الخبرات السلوكية. ثم أكلت ديدان لم تتعلم هذه الخبرات أخريات تعلمنها. وكانت المفاجأة أن الديدان الآكلة اكتسبت هذه الخبرات السلوكية ذاتها بعض أن هضمت أختها الدودة، أي أن الخبرة السلوكية انتقلت للدودة عن طريق خبرة الكائن الذي أكلته! والتجربة تثير من الأسئلة أكثر مما تثير من الأجوبة والحقائق المؤكدة. فلنا أن نتساءل بعد ذلك عن تأثير أكل حيوانات تم تعرضها للقسوة أو لظروف معيشية سيئة على من يأكلها! تصور أن تأكل دجاجة عاشت عمرها كله في أقفاص ضيقة لا تستطيع التحرك بحرية بهدف تسمينها! لعلك تأكل مع هذه الدجاجة تجربة القهر والحبس وعدم القدرة على الحركة والإنجاز! أو لعلك تأكل لحماً لحيوان كانت آخر خبرته بالحياة رؤية حيوان آخر يذبح أمامه، فانتهى لحمه في بطنك مخلوطاً بهرمونات الخوف والتشاؤم!

أما عن الخلايا، فإن خلايا الجسد لا تزيد، لكنها تموت ويتم إحلالها. فالتجدد أو التجديد عملية حيوية ضرورية لحياة الجسد على مستوى الخلية، تماماً كأهميتها لحياة النفس الإنسانية! فسطح الجلد الخارجي يتم تغييره كلياً كل شهر. ويتم تجديد كل خلية في عضلة القلب كل شهرين. حتى خلايا العظم تتجدد كل حوالي ثلاثة أعوام أو أقل. ومن ثم فإنك تكاد أن تحصل على جسد جديد كل ثلاثة أعوام!

أما لماذا يبقى حال صحتك على ما هو عليه؟ لأنك لم تغير ما تعطيه لخلاياك من مواد البناء، فتأتي الخلايا الجديدة وتكرر سيرة وحياة الخلايا القديمة! وهذا حديث طويل ومتعدد الجوانب بدأنا من أجله هذه المدونة!

Share/Bookmark