الأربعاء، ٣ ربيع الأول ١٤٣١ هـ

تربية اللسان

لسان الإنسان عضو شديد الخطورة.. مع صغره! نحن نعرف عن اللسان أنه أداة الكلام، والكلام يرفع الإنسان في عنان السماء ويهبط به إلى أدنى من حياة الحيوان، تبعاً لاختياره ومدى انتباهه وإحسانه.

وبعيداً عن الحديث واختيار الكلام، فاللسان أداتنا في اختيار الطعام. يقبل الإنسان دائماً على كل شيء لذته قريبه، وينأى عما يحمل له شيئاً من الألم أو الضيق. ومن هنا فإن لساننا يقودنا نحو طعام بعينه أو شراب وينأى بنا عن غيره. وفي كثير من الأحيان يحبب إلينا لساننا - وهو أداة التذوق - ما لا ينفعنا، أو يضرنا، أو يلقي بنا إلى التهلكة المبينة!

قد نظن أن الطعام الصحي عديم الطعم. وقد لا نستسيغ كوباً من الشاي إلا مشبعاً بأربعة ملاعق من السم/السكر الأبيض. ويقال لنا أن الخضروات مفيدة، لكن مذاقها لا يرقى إلى لذة الطعام الدسم. ونسمع عن فوائد الفاكهة، لكن قطعة الجاتوه أو بعضاً من الحلوى الملونة -  بألوان مصنعة سامة - تعطينا ما نشتهيه من السكر.

لكن اللسان أداة تتغير وتتكيف. إن ما يعجبنا طعمه اليوم قد نتأفف منه غداً. والواقع أن من يغيرون عاداتهم الغذائية ويتحولون عن الطعام المجهز آلياً والمصنع إلى الطعام الطبيعي تتكيف عندهم حاسة التذوق مع العادات الجديدة، فيجدون طعماً غير مستساغ للأطعمة المصنعة بعد التعود على الطعام الطبيعي والحقيقي. كذلك إذا عود المرء نفسه على تقليل كمية السكر في الشاي أو القهوة بالتدريج سوف تتحول حاسة التذوق تدريجياً إلى تفضيل نفس المشروب بكميات أقل من السكر. لكن أهم مظاهر هذا التكيف هو ما ذكرته أولاً، عمن يتركون الطعام المصنوع إلى الطعام الحقيقي. إذا تعودنا على استهلاك كميات أكبر من الخضروات مثلاً فسوف نبدأ في تذوق ما تنبته الأرض بشكل أفضل. سوف نحب طعم الخيار والخس والطماطم ونفضله على الأكلات الثقيلة. سوف نفضل طعم الفاكهة أو حتى الفلفل الأحمر والأصفر بما فيها من سكر على السكريات الفجة في الحلوى المصنعة. لو حاولنا التصالح مع الطعام الحقيقي فسوف يساندنا اللسان في مسعانا ويحبب إلينا الطعام الصحي ويبغض إلينا الأطعمة المسممة بالكيماويات والمواد الحافظة والنكهات الصناعية. ساعد نفسك وسوف يساعدك لسانك في طريقك نحو الصحة!

Share/Bookmark

الثلاثاء، ٢٥ صفر ١٤٣١ هـ

في التأني الرشاقة!

يبدو أن مقولة في التأني السلامة وفي العجلة الندامة تشمل عاداتنا الغذائية أيضاً. والتأني هنا يتعلق بعادة بسيطة وسهلة وشديدة الوضوح، ألا وهي مضغ الطعام. يعاني الكثيرون من السمنة والزيادة غير الصحية في أوزانهم، ويجربون أنواعاً من الحمية الواحدة تلو الأخرى، في حين يغفلون عن تغييرات بسيطة لو عملوا بها لأثرت إيجابياً على أوزانهم، ولا سيما على المدى الطويل.

إنك قد تنظر للبعض وهم يأكلون فتحسبهم في سباق للسرعة! سباق مع من أو مع ماذا؟ لا تدري! عندما يأكل الإنسان بسرعة فإنه لا يعطي الفرصة لجسده للشعور بالشبع، مما ينتج عنه دس كميات أكبر من الطعام في معدته، أكثر بكثير مما يحتاجه فعلاً. في حين أن مضغ الطعام ببطء يعطي الفرصة للمعدة للشعور بالامتلاء. ولذلك فتناول الطعام مع آخرين وتبادل الحديث على المائدة أفضل من تناول الطعام بمفردنا. أما أهم ما نخرج به عملياً فهو ضرورة البدء في تعويد أنفسنا على المضغ البطيء للطعام قبل ابتلاعه. وقد جربت ذلك شخصياً منذ فترة طويلة حتى أصبح المضغ البطيء عادة بديهية. كما أن المضغ الجيد للطعام يجعله أسهل في الهضم ومن ثم أكثر إفادة للجسم.


Share/Bookmark