تتنوع الأمراض وتتعدد، والأسباب واحدة! أجدني في هذه المرحلة أميل ميلاً شديداً لرأي سائد عند أنصار الطب البديل أو الطب الطبيعي، وهذا الرأي يرجع أصول المرض، مهما اختلف اسمه وتنوعت أعراضه إلى أسباب قليلة معدودة، لو انتفت هذه الأسباب وعولجت لتوارى المرض وصح الجسد. ولو تأملت في هذا المنطق لوجدته سليماً متماشياً مع العقل والفطرة. أما أسباب المرض الأساسية ببساطة فهي التالية:
1. تجمع السموم في جسم الإنسان. والسموم تدخل لجسدك من مصادر عديدة، أهمها تلوث الطعام والماء والهواء. وهذا التلوث وحده قد يتطلب مجلدات لتفصيله وحصر أنواعه ومصادره. وتراكم هذه السموم على مر الشهور والأعوام يخلق بيئة ملوثة تنمو فيها الأمراض وتزدهر!
2. نقص الغذاء اللازم للجسد حتى يؤدي نشاطه ووظائفه على الشكل الأكمل. تحد السموم المتراكمة داخل الجسد من قدرته على امتصاص ما يحتاجه من الغذاء الوارد إليه في الطعام. كما أن نقص الغذاء في الطعام نفسه سبب رئيس، ويرجع ذلك لاستخدام وسائل ومواد غير طبيعية في الزراعة، وفي تربية وتنمية الماشية التي نتغذى على لحمها، حتى يتحول الطعام الذي خلقه الله طيباً مغذياً إلى شيء آخر يشبهه في الشكل فقط.
3. العقل والأفكار. لا يستطيع طبيب عاقل أن ينكر تأثير العقل والفكر على حالة الجسد. ومن أبرز الدلائل على ذلك ما يطلق عليه تأثير البلاسيبو placebo، فأي بحث يتم إجراؤه على عقار ما، يتم في إطار البحث ذاته إعطاء مجموعة من الخاضعين للتجربة الدواء الحقيقي، ومجموعة أخرى يتم إعطاؤهم حبوب غير فعالة ليس لها أي تأثير. والطريف في الأمر أنك تجد أن تأثير العقار أياً كان يكون قريباً في الفريق الأول منه في الفريق الثاني. مثلاً قد تجد أن العقار الفلاني قد حقق نتائج إيجابية في 40 في المائة من فريق البلاسيبو، و60 في المائة من فريق العقار الحقيقي، وعليه فإن العقار فعال فعلاً! وبالطبع يتجاهل البحث أن الفريق الذي أخذ العقار الحقيقي يتاثر هو الآخر بقوة الاعتقاد في فعالية العقار تماماً مثل فريق البلاسيبو، ومن ثم فإن استنتاج أن الستين في المائة ترجع فقط لفعالية العقار هو استنتاج غير منطقي! وتأثير العقل والفكر لا يتوقف على ذلك، فالإنسان المتفائل أصح وأقوى مناعة من المتشائم.
4. يضيف البعض سبباً رابعاً هو تعرض الناس ليل نهار لفوضى البث اللاسلكي، تأتينا من إرسال القنوات الفضائية والتلفزيونية والراديو والتلفون المحمول، كل هذه الأشياء غير المرئية تؤثر في الإنسان بشكل سلبي.
هذه هي أسباب جميع الأمراض، لا يخرج عنها مرض هين أو مرض خبيث. وبالتالي فإن الوقاية من المرض تستلزم فهم هذه الأسباب ثم العمل على تصحيحها. وبالتالي فإن الوقاية من المرض، بل وعلاج كثير من الأمراض، يتحقق ببساطة عن طريق الآتي:
1. تنظيف الجسم من السموم التي تراكمت فيه على مدار كل ما مضى من عمر الإنسان. ولذلك وسائل عديدة. يجب أن يتم تنظيف القولون والكبد والكليتين، والقولون هو أهم هذه الأعضاء، إذ أن القولون هو ممر السموم لبقية الأعضاء الأخرى.
2. إعطاء الجسم ما يحتاجه من تغذية من مصادر نظيفة غير ملوثة.
3. علاج العقل والنفس من الهم ومن الاكتئاب ومن التشاؤم.
4. الحد، بقدر الإمكان، من التعرض لوسائل الإرسال الكهرومغناطيسي القوي.
وقد يفتح الله علينا في المستقبل القريب فنواصل الحديث والتوضيح.