الأربعاء، ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٩

خللي بالك من جلدك!


لن أنبئك بما لم تكن تعلم حين أكرر أن ما يدخل معدة المرء يؤثر في صحته، سلباً وإيجاباً. هذه حقيقة سهلة القبول، قد علمناها حتى صارت في مقام البداهات. ومن أسف أن الإنسان في هذا العصر يضطر اضطراراً إلى إدخال أشكال وأنواع مختلفة من السموم إلى صميم بدنه، في أكله وفي شربه. لقد صدق ظن الملائكة حين قالوا لربهم وقد شاء أن يجعل في الأرض خليفة: "أتجعل فيها من يفسد فيها؟!". لقد بلغ إفساد الناس للأرض وفي الأرض حداً يفوق تصور الغافلين.

خذ عندك مثلاً ما تضعه الحكومات في ماء الشرب في أماكن كثيرة، مادتي الفلورايد والكلور. هنالك أصوات كثيرة ترتفع الآن محذرة من أخطار هاتين المادتين. هل تعلم مثلاً أن الفلورايد يتم استخدامه في سم الفئران والعياذ بالله! ولذلك تجد أن بعض معاجين الأسنان الجديدة خالية من الفلورايد، غير أنها ما تزال قليلة في الأسواق.

المهم أن دخول الملوثات والسميات من الماء إلى بدن الإنسان لا يتم يا صديقي فقط إذا شربنا الماء. إن جلدنا عضو منسي من أجسامنا، رغم كبر حجمه، وشدة ظهوره، وهيمنة حضوره، فهو باب كبير يمنع ويدخل أشياء كثيرة إلى أجسامنا. والكلور الموجود في الماء يدخل إلينا حين نتوضاً أو نستحم تماماً كما يدخل في كوب من الماء. قرأت مثلاً أن الاستحمام يدخل إلى الجسم ما يساوي شرب خمسة أكواب من الماء، والله أعلم! ولذلك ينصح في هذا الزمن باستعمال فلاتر خاصة للماء المستخدم في الاستحمام، تماماً كما نستخدم فلاتر لماء الشرب.

حين تنامى ذلك إلى علمي، تذكرت ما ورد عن رسول الإسلام في قوله عن الزيت: "كلوا الزيت وادهنوا به"، ورأيت فيه إشارة عبقرية إلى أهمية تحري ما يلمس الجلد تحرينا ما يدخل المعدة. فالحديث يشير بوضوح شديد أننا نستطيع الجمع بين أكل الزيت والادهان به. وهو ما يؤكد النصيحة الصحية التالية: لا تضع على جلدك ما لا يمكن أن تأكله. يعني أن يكون هنالك مثلاً مرهم أو مستحضر تجميلي للاستعمال الخارجي فقط، فهذه واحدة من دجل الشركات العالمية، شركات الدواء مثلاً أو شركات مستحضرات التجميل. ألم تر مثلاً كيف أن عسل النحل من أنجع علاجات الحروق الجلدية، وهو في ذات الوقت أكلة لذيذة وصحية؟ كذلك زيت الزيتون وزيوت أخرى.

هذه إذن هي الخلاصة التي غابت عن علمنا كثيراً: لا تضع على جلدك مادة تضرك لو نزلت في معدتك، ولا تدهن إلا ما يؤكل!

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق