ازداد في هذا الزمن هم الناس بازدياد أوزانهم وأحجام أجسامهم، لا سيما لدى القوارير، الباحثات عن الجمال والراغبات في زينة الوجه والبدن. إنها مشكلة صحية، تثقل على أنفس الملايين من الناس في الشرق والغرب، كما تثقل على أجسامهم! أكرر: هي مشكلة "صحية". كثيرون ممن يودون إنزال وزنهم يفكرون أولاً-أو فقط-في الجانب الظاهر، أو المظهري من المشكلة. ولو كانت المشكلة هي المظهر لقلنا عليها مشكلة "جمالية" مثلاً، غير أن الحقيقة أن الأمر يتعلق بالصحة بالدرجة الأولى. والذي أحب أن أذكر به أن للمشاكل الصحية عموما، أياً كانت، أعراض تظهر على وجه الإنسان وبدنه، ومن ثم تؤثر فيما يظهر منه للعين الناظرة. هذا أحد أعراض المتاعب الصحية، تماماً مثل بقية الأعراض الأخرى من ألم أو إرهاق أو اكتئاب، إلى آخر القائمة. وعلى الراغبات في الصحة والراغبين أن يضعن وأن يضعوا الأمور في سياقها وحجمها الواقعي.
والعكس صحيح تماماً، فمن أعراض تحسن الصحة، أو من منافعها، إضفاء البريق والجمال على مظهر الإنسان المتمتع بها. وكلما تحسنت الصحة، تألق الجمال، وتأنقت الوجوه والأبدان بلباس طبيعي خالص من الزينة الرائقة، دون تصنع لها أو تكلف. وهذا من سنن الحياة، فالخلل والخطأ يبثان القبح في الإنسان وفي المكان، أما النظام والنظافة والسلامة والصحة فجميعهم روافد للجمال. ألا ترى أواصر القربى الظاهرة بين كلمة "صحة" وكلمة "صح"؟! وصفة "صحيح" نستخدمها في وصف من خلا من المرض، ووصف ما خلا من الخطأ، سواء بسواء!
إذن فليكن الهدف هو بناء "الصحة" على دعائم "الصح"، وسوف ينعكس ذلك تلقائياً على مظهر الراغبات في الجمال والراغبين. واليوم أذكر معلومة واحدة وحيدة، مساهمة في كشف منابع الضرر، الناتجة عن جهلنا بما يفعل بنا عن طريق الشركات التي لا تهدف إلا لجني المال. والوهم الذي أود كشفه هو وهم "الدايت"، كما في عنوان التدوينة! ووهم الدايت تجدونه يا أصدقائي مثلاً في الدايت صودا (دايت كوك ودايت بيبسي والذي منه). فالواقع أنك إذا كنت ولابد شارباً، فالأفضل لك، مهما كان وزنك وشكل جسمك، أن تشرب منتجات الصودا العادية، وأن تفر من الدايت فرارك من لصوص الصحة، ومن سجن المرض! فالمواد المستخدمة لتحلية الدايت صودا هي مواد كيماوية شديدة الضرر، وقد قرأت عن تجارب محدودة تحول فيها بعض المخلصين للدايت إلى الصودا العادية، فكانت النتيجة أن أحداً منهم لم يزد وزنه، وأن بعضاً منهم لمسوا، على عكس المتوقع، فقداً في أوزانهم. وخلاصة هذا الأمر، تجنب ما تبرق عليه كلمة "دايت" من مشاريب، وجنب جسمك المزيد من السموم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق