السبت، ١٥ صفر ١٤٣١ هـ

السم في الأسنان

السم شيء قاتل! والإنسان يتفاداه حيثما وجده وعرفه. غير أن المحزن والخطير أننا كثيراً ما نجده دون أن نعرفه. فالسم محتال مكار، يتخفى خلف ألف وجه ووجه. وأنواع السموم التي من علينا بها العصر الحديث تعد بالالاف، توضع لنا في المأكل والمشرب، في الملبس، وفي الأدوات والألعاب، وفي الأسنان أيضاً!

ومن خداع هذه السموم أنها لا تقتل في التو واللحظة. بل إنها تستوطن في الجسم وتعيش وتتحرك، عيشة خبيثة وحركة مدمرة متآمرة على صحتنا. ومن أخبث مواطن السموم مواد فضية اللون نضعها في فراغات أسناننا وضروسنا بعد أن يأكلها السوس. إن الحشو الفضي المحتوي على الزئبق يسمم أبداننا وفقاً لآراء كثيرة. وكالعادة فإن العلماء والأطباء يختلفون وتتعارض معتقداتهم. غير أن الأسلم هو الأخذ بالأحوط. فالبعض يرى أن الزئبق الداخل في تكوين الحشو الفضي يسكن في مكانه ولا يتفاعل أو يضر. ويرى آخرون أن وضع هذه المادة السامة في الفم، وهو بوابة المعدة، من أكبر دواعي فساد الصحة.

ولا يوجد شك في سمية الزئبق الذي يحتوي عليه كل حشو الأسنان فضي اللون، لكن الشك فقط في مدى نشاط هذا السم وكميته وضرره. وكما أسلفت، فإن العلماء كثيراً ما يخطئون ويراجعون ما سبق من آرائهم، وطالما أن هناك فريق يعتقد بقوة في ضرورة تجنب وضع هذا السم في الأسنان بل وضرورة استبداله في حال وجوده فعلاً، فمن الحكمة والعقل أن نحذ ونبحث عن البديل الأسلم. ووفقاً لمعلوماتي الحالية، ومصدرها طبيب أسنان عربي أمريكي، فهنالك دول قد منعت استخدام الحشو الفضي على الإطلاق، مثل ألمانيا والسويد. والبديل هو الحشو أبيض اللون والمعتقد في خلوه من أي سموم.

عليك إذن أن تطلب من طبيب الأسنان ألا يستخدم حشواً فضياً في أسنانك. وان استطعت فقم بتغيير الحشو الفضي الموجود بالفعل. أما الأفضل من ذلك كله بالطبع فهو الحفاظ على أسناننا قبل أن نضطر للحفر فيها وحشوها بمواد غريبة على الجسد! ولعل الأجيال الجديدة من الأباء والأمهات في مجتمعاتنا العربية تعمل على غرس عادات النظافة والمحافظة على الأسنان في أبنائهم منذ الصغر، إذ غابت هذه الثقافة في تربية أجيال كثيرة، ناهيك عن غيابها المطبق في أكثر مدارسنا، في حين أن العناية بالأسنان عادة تؤصلها العائلة والمدرسة في أطفالهم منذ الصغر في العالم المتقدم. ولا يخفى على أحد أن اكتساب العادات الصحية في الصغر أسهل كثيراً من محاولات الإنسان تغيير عاداته بعد الكبر!

Share/Bookmark

هناك تعليقان (٢):

  1. هو فعلا الموضوع ف إختلاف لحد النهارده لكن لازم نوضح إن الحشوة الفضيه و إسمها العلمي amalgam من أقدم أنواع الحشوات الموجوده ذلك انها لها مميزات فيزيائية ممتازة تجعلها الحشوة المناسبة فى كثير من الأحيان
    و برغم أن الزئبق المستخدم فى هذه الحشوة تتم معالجته لتقليل سميته إلا إنها هذه الحشوة ممنوعه فعلا فى بعض الدول ذلك لضرر الزئبق على البيئة و ليس فقط على الإنسان
    فى نهاية الأمر ما أنصح به هو الوقاية ثم الوقاية ثم الوقايه

    ردحذف